طريقة عمل الكوارع
مفهوم حقوق الإنسان تُعتبر حقوقُ الإنسان حقوقاً مُتأصِّلةً في البشر جميعاً، ولو اختلف جنسهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو دينهم، أو مكان إقامتهم، أو أصلهم العرقي أو الوطنيّ، أو أيّ أمرٍ آخر. ومن حقّ الجميع أنْ يحصلَ على حقوقه الإنسانيّة بصفته إنساناً وعلى مسافةٍ متساوية من الجميع دون أن يتم التمييز، وتُعدّ جميع هذه الحقوق وحدةً واحدة مترابطة ومتكاملة لا تتجزّأ.[١] ويتّم ضمان حقوق الإنسان العالميّة والتّعبير عنها عبر القانون وعلى شكل مُعاهدات، ومبادئ عامة، وبمصادر القانون الدوليّ الباقية.، ويُثبّت القانون الدّولي الخاص بحقوق الإنسان التزامات وواجبات على الحكومات، تُلزمها بأنْ تعملَ بأساليب مُعيّنة، أو لا تعمل أفعالَ مُعيّنة من أجل حماية وترسيخ حقوق الإنسان والحريّات الأساسيّة المُتعلّقة بالأفراد والجماعات.[١] أنواع حقوق الإنسان تتميّز حقوق الإنسان بكونها متطوّرةً وفي حالة حركة، وليست ساكنة، إضافةً إلى كونها متنوّعةً مما يُشكّل مصدرَ ثراءٍ لهذه الحقوق، وقد صُنّفت ضمن معايير عدّة بسبب عددها الكبير، ومن هذه المعايير:[٢] أنواع حقوق الإنسان من حيث الأهميّة حقوق أساسية: وهي الحقوق الضروريّة لاستمرار حياة الإنسان والتي يحصل عليها بصفته إنساناً، وتتميّز بأنّها من الرّكائز التي لا يمكن مسُّها وتجاوزها أو مُخالفتها،
ويُشكّل تأمينها شرطاً مُسبقاً وأساسيّاً لتحقّق بقيّة حقوق الإنسان الأخرى والتّمتع بها، ومن الأمثلة على الحقوق الأساسية: حقّ الحريّة والحياة. حقوق غير أساسيّة: وهي الحقوق المتبقّية المرتبطة برفاهيّة الإنسان وسعادته، أي الكماليّات، التي تُؤمّن للإنسان عيشاً أفضل بقدرٍ كافٍ من الكرامة، ومن الأمثلة عليها: حُريّة التعبير والرأي، وحريّة التملُّك، وحريّة إنشاء الجمعيات. أنواع حقوق الإنسان من حيث المستفيدين منها حقوق فرديّة: هي حقوقٌ يتمتع الفرد بها ضدّ التّدخل غير المشروع والتَّعسَُفي من قبل الدولة، كما أنَّها حقوقٌ تحقُّ للفرد بذاته، ومن الأمثلة على هذه الحقوق: حقّ الحياة وعدم التّعرض للتعذيب، وحقّ الفكر، وحقّ التّعليم، وحقّ العمل، وحقّ الانتماء. حقوق جماعيّة: هي الحقوق التي يُمكن لمجموعة الأفراد الحقّ في التّصرف والعمل بها، أي أنّها لا تخصُّ فرداً بذاته. أنواع حقوق الإنسان من حيث موضوعها حقوق مدنيّة وسياسيّة: ومن الأمثلة على الحقوق المدنيّة حقّ الأمن والأمان، وحقّ الذّهاب والإياب، وحقّ احترام الإنسان، ويُطلق عليها حقوق الجيل الأول، وهي مُتعلّقة بحُريّات الإنسان، أما الحقوق السياسيّة فمن الأمثلة عليها حقّ التّحرر من العبوديّة، وحقّ المشاركة السياسية، والتفكير، والدين، وحقّ عدم التعرُّض للتعذيب. حقوق اقتصاديّة واجتماعيّة: ومن الأمثلة على هذه الحقوق حقّ المأكل والمشرب، وحقّ الرعاية الصحيّة، وحقّ العمل والتّعليم، وحقّ المستوى اللائق للعيش، ويُطلق عليها الجيل الثّاني من الحقوق، وهي مُتعلّقة بالأمن. حقوق بيئيّة وثقافيّة وتنمويّة: ومن الأمثلة على هذه الحقوق حقُّ التفكير، والحقُّ في التنمية السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة، وحقّ العيش في بيئة نظيفة وخالية من التدمير، ويُطلق عليها الجيل الثالث من الحقوق. نشأة فكرة حقوق الإنسان وتطورّها إنّ تشكّل فكرة حقوق الإنسان وصياغة بنود رسميّة لها والأمر بالالتزام بها ومعاقبة من يتخطّاها ويتجاوزها فكرةٌ منذُ القدم، وقد مرّت بعدة تطوّرات حتّى وصلت إلى وضعها الحالي ضمن ما يُسمّى الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان الذي أُصدر عام 1948، ويُعده البعض أكثر الوثائق البشريّة ضرورةً فيما يخص المجال نفسه.[٣] ويمكن تلخيص مراحل تطوّر فكرة حقوق الإنسان بهذه المراحل:[٣] شريعة حمورابي: حمورابي هو حاكم بابل وهي مدينة في العراق، وقد صاغ تشريعات وقوانين مرتبطة بحقوق الإنسان بما يتجاوز 280 مادّة في الألف الثانية قبل الميلاد، وقد قام حمورابي بإلزام الحُكّام الذي يتبعونه وجميع الأفرد والموظفين بهذه التشريعات، وأمر كذلك بنقشها فوق قطعة حجريّة ضخمة تُسمّى بالمسلّة، وتوجد مسلّة حمواري الآن في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسيّة باريس. الشريعة الإسلامية: جاء الدين الإسلامي وشرّع شريعة تُعلي من قيمة الإنسان، ونقلت احترام حقوقه من قدر الفضيلة إلى قدر الفريضة، فأوجب الجميع بالالتزام بها، ورتّبت عقاباً لمن ينتهكها في الحياة الدُّنيا والآخرة، وإضافةً للكثير من الأحاديث والآيات التي تحثّ على هذه الحقوق والواجبات اشتهرت عبارةٌ للخليفة عمر بن الخطّاب لمّا قال لعمرو بن العاص حين وصله أنّه قد ضربَ أحداً، فقال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
الثورة الفرنسيّة: ركّزت الثورة الفرنسيّة في القرن الثامن عشر على قيم الثورة، وما قامت عليه من شعارات عن المساواة والإخاء والحريّة، والتي تُعدّ مصدراً لمنظومة المبادئ والقيم الواجب اتبّاعها وتطبيقها. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: بعد أنْ شهد العالم الحرب العالمية الأولى والثّانية كان من اللازم أن يتم التفكير بحقوق الإنسان وإدخالها ضمن ميثاق الأمم المتّحدة، وقد تمّ ذلك عام 1945م، بعدها تم إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليُرسّخ حقوق الإنسان، ويُلزم الدّول التي وقّعت عليه باحترام وحماية هذه الحقوق ومعاقبة كل من يتعدّى عليها، وذلك عام 1948م. مميزات حقوق الإنسان حقوق متساوية وغير تمييزية إنّ عدم التّمييز يُعتبرُ مبدأ وأساساً مُتكاملاً وشاملاً في القانون الدّولي لحقوق الإنسان، وهو موجود في كلّ المُعاهدات الرئيسيّة المُتعلّقة بحقوق الإنسان، كما يُشكّل الموضوع الرئيسيّ لمجموعةٍ من الاتفاقيات والمعاهدات الدّولية مثل:[١] الاتفاقية الدُّولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العُنصري. الاتّفاقية الدُّولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ويُطبَّق هذا المبدأ على جميع الأشخاص، ويُمنع تداول التّمييز، كما ذُكر في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 1: (يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق).[١] عالمية وغير قابلة للتصرُّف إنّ هذا المبدأ هو ركيزة القانون الدولي لحقوق الإنسان وحجرُ أساسه، وقد ظهر للمرة الأولى ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م.[١] وقد وقّعت الدُّول جميعها على مُعاهدة واحدة على الأقل من جميع المعاهدات الرئيسيّة والأساسيّة المُتعلّقة بحقوق الإنسان، وقد وقّع ما يقارب 80% من الدّول على 4 مُعاهدات أو أكثر من ذلك، مما يدلّ على موافقة الدّول بصورةٍ تُلزمها قانونيّاً بتطبيقها، وبشكلٍ يعكس عالميّة هذه الحقوق، وتخضعُ بعضُ حقوق الإنسان الأساسية لحماية دولية من خلال القانون الدّولي العرفي عبر مُختلف الحضارات والحدود.[١] وتتميّز حقوق الإنسان بشكلٍ عامٍ بأنّها لا تقبل التصرُّف، وليس من الممكن سحبُها من الإنسان، إلا وفقاً لظروفٍ معيّنة كجواز تقييد حقّ الحرية لشخصٍ إذا ما تكشّف للسلطات المسؤولة أنّه مُذنبٌ وقد قام بعمل جريمةٍ ما.[١] عدم قابليتها للتجزئة إنّ حقوق الإنسان كُلّها لا تقبل التّجزئة أو التفريق، بل هي مُتكاملة، سواءٌ أكانت حقوقاً سياسيةً أم مدنية، كالحقّ في المساواة أمام القانون، أو الحقّ في الحياة، أم حقوقاً اجتماعيةً واقتصاديةً، كالحقّ في العمل والتّعليم، أم حقوقاً جماعيّة كالحقّ في تقرير المصير. وإنّ من المُمكن أن يُساهم تحسين حقٍّ مُعيّن في تيسير ارتقاء الحقوق الأخرى، كما من الممكن أيضاً أنْ يؤثر حقٌّ بشكلٍ سلبي في الحقوق الأخرى إذا تم سلبه.[١]