وافقت المصادر التاريخية والدينية على أن آدم عليه السلام يُعتبر أباً للبشرية وأول من عمّر الأرض، ومنذ ذلك الحين تكاثرت البشرية وامتلأت الأرض بأنسابهم، وقد نشأ سيدنا نوح من بين أحفاد آدم. بعد الطوفان الشهير، قضى معظم البشر، ولم يتبق سوى بعضهم القليل الذي لم يترك أحفادًا، وبالتالي أصبح سيدنا نوح الأب الثاني للبشرية.

بحسب الروايات التاريخية، انتشرت الأمم المختلفة في العالم بعد ذلك من نسل سيدنا نوح؛ حيث ولد له ثلاثة أبناء: حام وسام ويافث. وكان سام، الابن الثاني، يُعتبر أبا للعرب وأصلهم. فقد أرتبطت خمسة من أبناء سام بن نوح وهم: أرفخشذ ولاوذ وإرم وأشوذ وغليم، بتشكيل عدة قبائل وأمم في التاريخ المبكر.

نمط عيش العرب

العرب الأوائل كانوا يعيشون بشكل دائم في حالة من الترحال، حيث كانت الخيام مسكنهم الرئيسي، وكانوا يتعاملون مع البيئة بمهارة عالية، يعتمدون في حياتهم اليومية على رعاية الإبل وركوب الخيول كوسيلة أساسية للتنقل. كانوا يقومون بالاعتماد على الصيد وحلب الأنعام كمصدر رئيسي للغذاء والموارد الأساسية للحياة.

توزّع العرب الأوائل على نطاق واسع في المناطق الواقعة بين المحيط الأطلسي وأقصى اليمن وأطراف الهند. كانت مجتمعاتهم متنوعة ومتعددة الثقافات، حيث انعكست هذه التنوعات في أساليب حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

أقرأ أيضا: نقل عفش بالرياض

تشمل المناطق التي استوطنها العرب الأوائل اليمن، والحجاز، وتهامة، ونجد، ومصر، وصحاري برقة، وإفريقيا، والمناطق الغربية للمغرب، بالإضافة إلى مناطق أخرى. كانت هذه المناطق موطناً لهم حيث أسسوا مجتمعاتهم وبنوا مملكاتهم وسعوا لتطوير حضاراتهم.

ترتكز هذه الحياة الترحالية للعرب الأوائل على مهاراتهم في التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة والتفاعل مع الثقافات المحلية في المناطق التي يمرون بها. كانوا يتمتعون بقدرة فائقة على الصمود والبقاء في بيئات صحراوية قاسية، مما جعلهم يتأقلمون بشكل فعّال مع البيئة ويستفيدون منها في استدامة حياتهم وتحقيق رفاهيتهم.

أقسام العرب

توافق معظم الرواة والمؤرخون على تقسيم أصول العرب إلى ثلاث طبقات: العرب البائدة، والعرب المستعربة، والعرب العاربة. على الرغم من اختلاف التسميات التي استخدمها الرواة، إلا أنهم اتفقوا عمومًا على هذا التصنيف. كما قام معظم المؤرخين ورواة الأخبار بتقسيم العرب بناءً على أنسابهم إلى قسمين: القحطانيون والعدنانيون.

أقرأ أيضا: تخزين عفش بالرياض

يعتقد أن أصول القحطانيين تعود إلى اليمن، بينما يرتبط أصل العدنانيين بالحجاز. وقد نجا أفراد هذين الفرعين من بقية العرب بعد هلاك العرب البائدة. وقد اتفقوا على أن القحطانيين هم العرب الأصليون الذين تحدثوا بالعربية منذ البداية، بينما يُعتبر العدنانيون فرعًا من القحطانيين، حيث انتقلوا عنهم اللغة وتعلموها. يُشار إلى أن هذا التقسيم موجود في الأدب التاريخي الإسلامي، حيث تم توثيقه ونقله بشكل منتظم. وقد أولى العرب اهتمامًا بتوثيق التاريخ بعد ظهور الإسلام. يُذكر أن هذا التقسيم لم يُشار إليه في التوراة أو أي مصادر يهودية أخرى، ولا في المصادر اليونانية أو اللاتينية أو السريانية. وبالتالي، يُعتبر هذا التقسيم نتيجة لمبادرة العرب أنفسهم.

العرب البائدة

توافق معظم الرواة والمؤرخين على تقسيم العرب إلى ثلاث فئات رئيسية: العرب البائدة، والعرب المستعربة، والعرب العاربة. يُعتبر العرب البائدة الذين اندثروا قبل ظهور الإسلام، حيث لم يبقَ منهم سوى أطلال وأساطير. ينحدر أكثر العرب البائدة، وفقًا لأهل الأخبار والمؤرخين، من إرم أو لاوذ، باستثناء قبيلة جرهم الأولى التي رُبِطَ نسبها بعابر. يستخدم المؤرخون التسميات المأخوذة من التوراة لتحديد القبائل العربية المشار إليها في هذه الطبقة. يتم ذكر العرب البائدة أيضًا بوصف العرب العاربة في مُقدمة كتاب ابن خلدون، مما يعكس عمق عروبتهم. توزّع العرب البائدة وفقًا لمعظم الرواة بين القبائل المختلفة مثل عاد، وثمود، وجديس، وأميم، وطميم، وجاسم، وعبد ضخم، وجرهم الأولى، وعبيل، والعمالقة، وحضورا. يعود نسل قوم عاد إلى عاد بن عوص بن إرم، حيث كانت مساكنهم الأولى بين اليمن وعمان وحضرموت والشحر.

أقرأ أيضا: مستودعات تخزين اثاث

أما قوم ثمود، فينحدرون من ثمود بن غاثر بن إرم، وكان موطنهم في الحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام. يُلاحظ أن أخبار قوم عاد وثمود اشتهرت بشكل خاص، ورغم تقدّم الأقوام الأخرى عليهم في الزمن، فإن ذكرهم في القرآن الكريم أضاء على تاريخهم. تنحدر قبيلة طسم من نسل طسم بن لاوذ، ومسكنهم في البحرين. وأما جديس، فمن نسل جديس بن غاثر بن إرم أو جديس بن لاوذ بن سام، وكانت ديارهم باليمامة. أمّا عبد ضخم فهم من نسل لاوذ، وقد تمّ نسبهم إلى أبناء إرم في رواية مختلفة. أما جرهم الأولى، فهم ينحدرون من عابر. وأما العمالقة، فهم من أبناء عمليق بن لاوذ، وانتشروا في مناطق مختلفة من الشرق والغرب، وسكنوا المشرق وعُمان والبحرين والحجاز. وجاء منهم فراعنة مصر وجبابرة الشام. وأما جاسم، فهو من نسل جاسم وسكنوا البحرين وعُمان. أمّا حضورا، فكانوا في الرس وهلكوا.

التعليقات معطلة.