الرطوبة إن كمية بخار الماء الموجودة في الهواء لها الدور الكبير في منح الجو الخصائص المناخية المختلفة لجميع المناطق في الكرة الأرضية، وقد أطلق العلماء على هذا البخار مصطلح (الرطوبة)
والتي تُعتبر عنصراً مهمّاً من العناصر والعوامل الجوية حيث إنها تؤثر وتتأثر بكل ما يحيط بها. ومعنى الرّطوبة لغةً من أصل الرطب أي عكس اليابس، وأما اصطلاحاً فهي الحالة الجوية التي ترتبط بمقدار احتواء الهواء على بخار الماء، وبمعنى آخر من الممكن شرح مفهوم الرطوبة بأنها كمية بخار الماء الموجودة في الجو المحيط أو في الأسطح المختلفة والذي يتخذ هيئة جزيئات الماء غير المرئية. كما يدخل الماء في تركيب الغلاف الجوي للكرة الأرضية حيث يساعد على حسر بعض الأشعة الشمية الخطيرة، وامتصاص بعض الموجات الصوتية الطويلة.

[١][٢] العفن يُعتبر العفن نوعاً من أنواع الفطريات التي تزيد فرصة نموها في الأماكن الرطبة والتي لا تحصل على القدر الكافي من التهوية، والأماكن التي لا تتعرّض إلى الشّمس بشكلٍ مباشر، وتتعدّد أنواعُها وتكثُر وقد تصل إلى مئات الآلاف من الأنواع. وينمو العفن بفعل الرطوبة عن طريق تشكيل الأبواغ، والتي تعتبر الطريقة الأساسية لتكاثر ونمو العفن، وبمعنى آخر فإن العفن هو نوع من أنواع الكائنات الفطرية المجهرية التي تعمل على تحليل المواد العضوية على جميع أشكال الأسطح بمختلف أنواعها إذا ما تهيّأت لها الظّروف المناسبة والمحفّزة لنموّها، حيث من الممكن أن تنتشر على أوراق النباتات، وأنواع الأطعمة المختلفة، وورق الجدران، والأسطح الخشبية، والأسقف

.[٣][٤][٥] التخلص من الرطوبة والعفن إن بعض الكميّات الصغيرة من العفن والرطوبة لن يكون لها الأثر المَرضي الكبير على الأفراد بشكل مباشر، إلا أنه في حال استمر ظهور الرطوبة وما يصاحبها من العفن وانتشارها بشكل كبير وعدم محاولة القضاء عليها وحسر نموها، فإن ذلك سيؤثر بطريقة مَرضية على الأفراد بظهور بعض الأعراض المرضية والتحسس المزمن، بالإضافة إلى التلف في مرافق البيئة الدّاخلية كالأثاث، وورق الجدران، والأسقف الصناعية، وغيرها،

وبذلك يظهر أنه من المهم جداً إيجاد مصدر الرطوبة ومحاولة القضاء عليه وإزالته وإلا فمن المرجّح أن الفطريات والعفن ستعود إلى النمو من جديد بالرغم من جميع عمليات وطرق التنظيف المتّبعة،
إلا أنه هناك العديد من الأساليب والطرق التي من الممكن استخدامها في التخلص والقضاء على العفن والرطوبة،[٥][٤] ومن أهمها ما يأتي: إن من المهم القيام بعملية التنظيف العامة والبحث عن المصدر الأساسي للرطوبة وإزالته، وتطهير الأماكن المتعفّنة والتأكد من عملية التجفيف والتنشيف، أي إنه من المهم التأكد من إزالة مصدر الرطوبة وبواقي العفن بشكل أكيد وكامل قبل استبدال بعض عناصر البيئة الداخلية كبعض قطع الأثاث حتى لا ينتقل لها العفن ويعود للنمو عليها مرة أخرى.

[٦] يجب التخلص من المواد المتعفّنة التي تمتص المياه بحكم طبيعتها كالألواح الجدارية، وورق الجدران، والمواد العازلة، والجبس بسبب امتصاصها للماء وصعوبة تبخّره وجفافه، مما يجعل عملية تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل ونهائي عملية صعبة وشبه مستحيلة، وبذلك يُصبح من الأفضل التخلص منها لتفادي نمو وظهور العفن مرة أخرى أي إنه من الأفضل إزالة مسبّب العفن من أساسه وعدم الاكتفاء بقتله،

أما الأسطح الأكثر خشونةً والتي لا تمتص الماء فمن الممكن الاحتفاظ بها بعد تنظيفها، وتعقيمها، وتجفيفها كالزجاج والمعادن وبعض المواد البلاستيكية.[٦] من الممكن التخلص من آثار الرطوبة والعفن عن الأقمشة عن طريق وضعها في بيئة خارجية وتنظيف الأبواغ الفطريّة بفرشاة ناعمة ووضعها في الشمس لمدة ثلاث ساعات ثم غسلها آلياً في غسّالة الملابس مع إضافة بعض المواد المبيّضة المخفّفة وشطفها بالماء وتجفيفها، ومن الممكن استعمال هذه الطريقة لتنظيف الستائر، والبطانيات، والمناشف.

[٤] عند ملامسة الماء للأثاث الخشبي عادةً ما ينمو العفن عليها بشكلٍ سريعٍ في حال عند تهويته وتجفيفه، وفي حال علاج وتنظيف المناطق المتعفّنة خلال أربع وعشرين ساعة يُصبح من المُمكن تنظيفها بشكل كلّي وعدم الحاجة إلى التخلص من القطع المتضرّرة، أما العفن على الأثاث المنجّد فمن الممكن استخراج الأغطية القماشية وإزالة آثار الأبواغ، والفطريات، والعفن، باستخدام المكنسة الكهربائية بشكل خارجي وفي مكان جاف ومشمس، أما الأجزاء والآثار الخارجية المتبقية من العفن فيمكن إزالتها باستخدام قطعة قماشية مبلّلة بالكحول المخفّفة أو محاليل التبييض المخففة بالماء
.[٧] في حال تعرّض بعض الكتب القديمة والقيّمة للعفن من الممكن تنظيفها عن طريق نشرها في الشمس لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وعند التأكد من جفافها تتم عملية إزالة آثار البقع باستعمال قطعة من القماش المبللة بالكلور المخفف بالماء، ويكون ذلك بمسح صفحات الكتاب برفق دون إشباعها بالماء لتفادي تعرضها للتلف، وتجفيفها ومسحها بفرشاة ناعمة ونظيفة.[٤] إن التخلص من الرطوبة والعفن عن الجدران والحوائط عملية ممكنة تتم عبر مزج مقدار من الكلور مع 3 مقادير من الماء أو استخدام المنتجات المبيّضة حيث يتم فرك مناطق العفن الداكن بفرشاة خشنة وشطفها بالماء،

أما إذا لم تجدي هذه الطريقة نفعاً من الممكن استخدام المنظّفات والمنتجات الخاصة بإزالة الفطريات والعفن على الأسطح الجدارية، ويجدر بالذكر الحذر من مزج مواد التنظيف مع بعضها لتفادي حدوث التفاعلات الكيميائية الخطيرة.[٨] عند عملية تنظيف الفطريات والأبواغ والعفن من المهم جداً ارتداء الملابس الواقية، كالقفازات لحماية اليدين من المواد التنظيفية والعفن، والنظّارات لحماية العينين من دخول الأبواغ الجافة إليها، والكمّامة لحماية الرئتين عند التنفس من استنشاق الفطريات، وبالتالي تفادي أي ردود فعل تحسسية، ومشاكل العيون، واحتقان الحلق، والأنف.

[٥] وبشكل عام إن الحفاظ على تهوية الحمامات والمطابخ والابتعاد عن تخزين الكتب والأثاث الخشبي في المناطق المعروف بأنها رطبة كالتسويات والطوابق السفلية، بالإضافة إلى معالجة جميع مشاكل تسرب المياه في المباني مما يحد تفاقم وتطوّر انتشار العفن.[٨]

التعليقات معطلة.